بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
البرواقية: اهتراء وكارثية يفرض استيراتجية مغايرة
صفحة 1 من اصل 1
البرواقية: اهتراء وكارثية يفرض استيراتجية مغايرة
تمتاز مدينة البرواقية (125 كلم جنوبي العاصمة) بتنامي جيوب الفقر والحرمان، حيث يعيش الكثيرون وضعا اجتماعيا كارثيا، وهو ما وقف عليه مندوب “الوسط” في هذا الاستطلاع الميداني، أين برز التنامي المقلق لمنحنى الفقر هناك، وهزال الحالة الاجتماعية المهترئة لقطاع هام من أرباب الأسر المحدودة الدخل في هذه المدينة الجبلية.
وتتحدث بيانات غير رسمية عن تواجد ثلث العائلات بالبرواقية تحت الخط الأدنى للفقر، وسط ترد واضح لوضعها الاجتماعي جرّاء اتساع رقعة العوز، وهذه ظاهرة تعاني منها نحو 22% من البرواقيين.
ويعزو مراقبون عوامل تفشي ظاهرة الفقر في البرواقية إلى ما ترتب عن التضخم، وبرامج التصحيح الهيكلي التي شهدتها الجزائر منذ أواسط التسعينيات، وركّز هؤلاء على اتساع حدة الفوارق الاجتماعية بمقابل تضاعف نسبة السكان خلال الخمس سنوات الماضية، إذ لا تتجاوز حاليا نسبة 1.5 بالمئة مقارنة بـ 3 بالمئة منتصف التسعينات.
ومع ذلك تبقى الزيادات الطفيفة المسجلة في كتلة الأجور بعيدة عن الوفاء باحتياجات المواطنين في البرواقية، ولمكافحة الفقر في البرواقية يقترح متابعون اعتماد استراتيجية متكاملة ترتكز على تصور جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنهض بتكييف التشريعات والإطار المؤسساتي والقانوني، من خلال استعمال كلي لطاقات الإنتاج التي بحوز الفقراء، وإذكاء تنمية بشرية مستدامة للحد من الفقر.
إلى ذلك، تتسم البرواقية بعراقتها وشموخها الممتد منذ زمن القلعة الرومانية القديمة “تاناراموزا كاسترا” الموجودة بقلب المنطقة، إلى حقبة الاحتلال الفرنسي مرورا بالعهد العثماني، وفي هذه الرحلة فتشت “الوسط” مع كوكبة من الباحثين في ذاكرة البرواقية وأشواطها، بحكم مكانتها كشواهد حية على مختلف منعطفات التاريخ الجزائري.
ووسط طبيعة قاسية وقمم جبلية ممتدة، قطعنا منعرجات وغابات “الفرنان” لنعانق مدينة البرواقية المشتهرة بأبنائها الطيبين وبراكينها النائمة، الناس هناك يحتضنونك بشكل ينسيك البرد الهادر، علما أنّ البرواقية تتربع على شبه سهل منبسط وتقع على سفوح سلسلة الأطلس التي التهمت آلة العمران أغلب أراضيها.
وتشير الباحثة “نوال عبيري” إلى أنّ سبب تسمية المدينة بالبرواقية، تعود إلى نبتة واسعة الانتشار بها يُطلق عليها مسمى (البرواق) وباللاتينية (asphodele asphodelus )، أيام الحضارة الرومانية العتيقة.
ومن جانبه، أوضح الأستاذ نور الدين زيّان أنّ البرواقية كانت تُنعت من لدن الرومانيين القدامى بـ “تاناراموزا كاسترا”، تبعا لتشكلها كقلعة كبيرة تمركز فيها الرومان خلال فترة حكمهم للمدينة ما بين سنتي 193 و211 بعد الميلاد، ودلالة ذلك آثارهم العديدة التي تركوها هناك، مثل مخططات وكتابات رومانية ورؤوس من البرونز، ومجموعة تماثيل للعشق والحب إحداها منسوبة لشاعر روماني يُدعى “ت/أكليوز زابيدور” وغيرها.
أما أبو بكر (37 سنة) المختص بعلم الاجتماع وهو أحد أبناء المدينة، فأوضح أنّ كتابات موثقة للمؤرخ الشهير “ستيفان قيسال” الذي دوّن تاريخ شمال إفريقيا القديم، تحدثت عن تمظهر البرواقية كمنطقة عسكرية زراعية، وينقل أبو بكر على لسان قيسال قوله “إنّ الإمبراطور الروماني “سيتيم سيفار” قام ببناء مخيم عسكري سرعان ما جرى تحويله إلى قلعة سٌميت “تاناراموزا كاسترا”، وكان ذلك مشفوعا حسب أبو بكر، بتطور لافت في العمران والحمامات.
بيد أنّ ثورة العمران والتغيرات المتسارعة التي شهدتها مدينة البرواقية بحلتها الجديدة، لم تترك أي أثر للمدينة الرومانية العتيقة “”تاناراموزا كاسترا”، خلافا للمدن الرومانية القديمة الواقعة بالجوار، على غرار رابيدوم، ماديكس، لمبديا، فزينازا، ألاساباستانا وغيرها.
ويقول الأستاذ “كمال فرقاني” إنّ مدينة البرواقية خلال فترة التواجد العثماني في الجزائر، أخذت وجهة زراعية بالتزامن مع اتخاذها من طرف الأتراك كخلفية عسكرية، حيث أقدم الباي أوزناجي في الفترة ما بين 1775 و1794 بتنشيط الآلة الزراعية المنتجة، ما أتاح افتتاح حظائر لتربية المواشي بالتوازي مع الاستزراع وتخزين كميات ضخمة من القمح وسائر الحبوب.
ويلفت فرقاني إلى أنّ الباي أوزناجي أنشأ أيضا مراكز عسكرية لمواجهة القبائل التي شقت عصا الطاعة، ورفضت الخضوع لحكم السلطان العثماني آنذاك، ويضيف محمد وهو ابن المنطقة أنّ الرواة يؤكدون أنّ القبائل العريقة في البرواقية ظلت في مد وجزر مع العثمانيين، إلى غاية سقوط الجزائر بيد المحتل الفرنسي.
وتلاحظ الباحثة “نوال عبيري” أنّ نكبة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وحّدت سكان البرواقية على غرار المدن الأخرى، وانضوى سكان المنطقة تحت إمرة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وشهدت المنطقة معارك ضارية شنّتها المقاومة الوطنية وقتذاك ضدّ الفرنسيين بقيادة الجنرال “باراقواي دهيليس”، قبل أن يسيطر الفرنسيون على المدينة ويقومون بزرع عديد المستوطنين فيها، ما قسّم البرواقية في الفترة اللاحقة إلى ناحية فرنسية استولى المقيمون فيها على كل الخيرات، ومجموعة من الأحياء العربية الفقيرة والمحرومة ارتضى المحتلون الاصطلاح عليها بـ “قرى العبيد”.
وقدّم أبناء البرواقية تضحيات جسام، وبهذا الشأن يعدّد الأستاذ نور الدين زيّان لائحة طويلة من الأسماء الثورية البارزة من أبناء البرواقية أمثال: محمد بوسماحة المدعو موح البرواقي، أحمد الشريف قرطبي، محمد سحنون، علي فراح، فرقاني بن سليمان، والراحل الكبير بن يوسف بن خدة الرئيس المجاهد ( 1923/2003).
وأنجبت مدينة البرواقية قوافل من الكتاب والفنانين والرياضيين، على غرار الأديب الفذ “علي بومهدي” (1934/ 1994) والملحن شريف قرطبي وغيرهما.
وتتحدث بيانات غير رسمية عن تواجد ثلث العائلات بالبرواقية تحت الخط الأدنى للفقر، وسط ترد واضح لوضعها الاجتماعي جرّاء اتساع رقعة العوز، وهذه ظاهرة تعاني منها نحو 22% من البرواقيين.
ويعزو مراقبون عوامل تفشي ظاهرة الفقر في البرواقية إلى ما ترتب عن التضخم، وبرامج التصحيح الهيكلي التي شهدتها الجزائر منذ أواسط التسعينيات، وركّز هؤلاء على اتساع حدة الفوارق الاجتماعية بمقابل تضاعف نسبة السكان خلال الخمس سنوات الماضية، إذ لا تتجاوز حاليا نسبة 1.5 بالمئة مقارنة بـ 3 بالمئة منتصف التسعينات.
ومع ذلك تبقى الزيادات الطفيفة المسجلة في كتلة الأجور بعيدة عن الوفاء باحتياجات المواطنين في البرواقية، ولمكافحة الفقر في البرواقية يقترح متابعون اعتماد استراتيجية متكاملة ترتكز على تصور جديد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتنهض بتكييف التشريعات والإطار المؤسساتي والقانوني، من خلال استعمال كلي لطاقات الإنتاج التي بحوز الفقراء، وإذكاء تنمية بشرية مستدامة للحد من الفقر.
إلى ذلك، تتسم البرواقية بعراقتها وشموخها الممتد منذ زمن القلعة الرومانية القديمة “تاناراموزا كاسترا” الموجودة بقلب المنطقة، إلى حقبة الاحتلال الفرنسي مرورا بالعهد العثماني، وفي هذه الرحلة فتشت “الوسط” مع كوكبة من الباحثين في ذاكرة البرواقية وأشواطها، بحكم مكانتها كشواهد حية على مختلف منعطفات التاريخ الجزائري.
ووسط طبيعة قاسية وقمم جبلية ممتدة، قطعنا منعرجات وغابات “الفرنان” لنعانق مدينة البرواقية المشتهرة بأبنائها الطيبين وبراكينها النائمة، الناس هناك يحتضنونك بشكل ينسيك البرد الهادر، علما أنّ البرواقية تتربع على شبه سهل منبسط وتقع على سفوح سلسلة الأطلس التي التهمت آلة العمران أغلب أراضيها.
وتشير الباحثة “نوال عبيري” إلى أنّ سبب تسمية المدينة بالبرواقية، تعود إلى نبتة واسعة الانتشار بها يُطلق عليها مسمى (البرواق) وباللاتينية (asphodele asphodelus )، أيام الحضارة الرومانية العتيقة.
ومن جانبه، أوضح الأستاذ نور الدين زيّان أنّ البرواقية كانت تُنعت من لدن الرومانيين القدامى بـ “تاناراموزا كاسترا”، تبعا لتشكلها كقلعة كبيرة تمركز فيها الرومان خلال فترة حكمهم للمدينة ما بين سنتي 193 و211 بعد الميلاد، ودلالة ذلك آثارهم العديدة التي تركوها هناك، مثل مخططات وكتابات رومانية ورؤوس من البرونز، ومجموعة تماثيل للعشق والحب إحداها منسوبة لشاعر روماني يُدعى “ت/أكليوز زابيدور” وغيرها.
أما أبو بكر (37 سنة) المختص بعلم الاجتماع وهو أحد أبناء المدينة، فأوضح أنّ كتابات موثقة للمؤرخ الشهير “ستيفان قيسال” الذي دوّن تاريخ شمال إفريقيا القديم، تحدثت عن تمظهر البرواقية كمنطقة عسكرية زراعية، وينقل أبو بكر على لسان قيسال قوله “إنّ الإمبراطور الروماني “سيتيم سيفار” قام ببناء مخيم عسكري سرعان ما جرى تحويله إلى قلعة سٌميت “تاناراموزا كاسترا”، وكان ذلك مشفوعا حسب أبو بكر، بتطور لافت في العمران والحمامات.
بيد أنّ ثورة العمران والتغيرات المتسارعة التي شهدتها مدينة البرواقية بحلتها الجديدة، لم تترك أي أثر للمدينة الرومانية العتيقة “”تاناراموزا كاسترا”، خلافا للمدن الرومانية القديمة الواقعة بالجوار، على غرار رابيدوم، ماديكس، لمبديا، فزينازا، ألاساباستانا وغيرها.
ويقول الأستاذ “كمال فرقاني” إنّ مدينة البرواقية خلال فترة التواجد العثماني في الجزائر، أخذت وجهة زراعية بالتزامن مع اتخاذها من طرف الأتراك كخلفية عسكرية، حيث أقدم الباي أوزناجي في الفترة ما بين 1775 و1794 بتنشيط الآلة الزراعية المنتجة، ما أتاح افتتاح حظائر لتربية المواشي بالتوازي مع الاستزراع وتخزين كميات ضخمة من القمح وسائر الحبوب.
ويلفت فرقاني إلى أنّ الباي أوزناجي أنشأ أيضا مراكز عسكرية لمواجهة القبائل التي شقت عصا الطاعة، ورفضت الخضوع لحكم السلطان العثماني آنذاك، ويضيف محمد وهو ابن المنطقة أنّ الرواة يؤكدون أنّ القبائل العريقة في البرواقية ظلت في مد وجزر مع العثمانيين، إلى غاية سقوط الجزائر بيد المحتل الفرنسي.
وتلاحظ الباحثة “نوال عبيري” أنّ نكبة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وحّدت سكان البرواقية على غرار المدن الأخرى، وانضوى سكان المنطقة تحت إمرة الأمير عبد القادر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وشهدت المنطقة معارك ضارية شنّتها المقاومة الوطنية وقتذاك ضدّ الفرنسيين بقيادة الجنرال “باراقواي دهيليس”، قبل أن يسيطر الفرنسيون على المدينة ويقومون بزرع عديد المستوطنين فيها، ما قسّم البرواقية في الفترة اللاحقة إلى ناحية فرنسية استولى المقيمون فيها على كل الخيرات، ومجموعة من الأحياء العربية الفقيرة والمحرومة ارتضى المحتلون الاصطلاح عليها بـ “قرى العبيد”.
وقدّم أبناء البرواقية تضحيات جسام، وبهذا الشأن يعدّد الأستاذ نور الدين زيّان لائحة طويلة من الأسماء الثورية البارزة من أبناء البرواقية أمثال: محمد بوسماحة المدعو موح البرواقي، أحمد الشريف قرطبي، محمد سحنون، علي فراح، فرقاني بن سليمان، والراحل الكبير بن يوسف بن خدة الرئيس المجاهد ( 1923/2003).
وأنجبت مدينة البرواقية قوافل من الكتاب والفنانين والرياضيين، على غرار الأديب الفذ “علي بومهدي” (1934/ 1994) والملحن شريف قرطبي وغيرهما.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 8 يوليو 2013 - 18:28 من طرف Admin
» كتاب المثلجات دون استعمال الآلة .
الإثنين 8 يوليو 2013 - 18:27 من طرف Admin
» فستان ستان للخياطة
الإثنين 8 يوليو 2013 - 18:27 من طرف Admin
» كتاب الشكولاطة
الإثنين 8 يوليو 2013 - 18:26 من طرف Admin
» المخبزللعييييييييد
الإثنين 8 يوليو 2013 - 18:25 من طرف Admin
» كتاب السلطات
الإثنين 8 يوليو 2013 - 18:20 من طرف Admin
» انتبه من شرب الماء بعد أكل الفلفل الحار!ّ
الخميس 4 يوليو 2013 - 17:08 من طرف Admin
» تعرف على سبب اسلام عبقري الجراحه الفرنسى ( موريس بوكاى ) عندما قام بتشريح جثة فرعون وماذا وجد !!
الخميس 4 يوليو 2013 - 16:58 من طرف Admin
» هل تعرف ما هي الاسماء الممنوعة شرعا والتى لا يجوز التسمية بها ؟
الخميس 4 يوليو 2013 - 16:42 من طرف Admin