بولنوار “معارض البلديات تروج منتجات منتهية الصلاحية“ جزائريون يتناولون بهارات مغشوشة مطحونة بمواد بناء! تسويق الدجاج قبل تناوله فيتامينات يضر بالمستهلكين

كشف “الطاهر بولنوار” المتحدث باسم اتحاد التجار الجزائريين، أمس، عن تداول الأسواق حاليا ما لا يقلّ عن خمسين ألف طن من المواد الغذائية الفاسدة، وأشار بولنوار إلى أن ثمة معارض – لم يسمها – تروّج بحسبه لمنتجات منتهية الصلاحية في الجزائر.

وفي تصريحات خاصة تحدث بولنوار عن استهلاك المواطنين لبهارات مغشوشة يجري طحنها بمواد بناء، في وقت أبرز أنّ إقدام فريق من المتعاملين على تسويق الدجاج قبل تناوله فيتامينات يضر بصحة المستهلكين. وعلى هامش ندوة صحفية عقدها بالعاصمة، أورد بولنوار أنّ معظم المواد الفاسدة المتواجدة في الأسواق هي مواد مستوردة بينها المعلبات والمصبرات، الحبوب الجافة، مشتقات الحليب، وأشار محدثنا أنّه قدّم مؤخرا معلومات لوزارة التجارة حول تسويق الأرز الفاسد في الأسواق، وقامت مصالح بن بادة بحجز كميات هائلة في أعقاب تحقيق بهذا الشأن. وركّز بولنوار على انتشار البهارات المغشوشة التي يتم مزجها – مثلما قال – بمواد بناء، مع كل ما تنطوي عليه هكذا خطورة على صحة المستهلكين، ومن بين هذه البهارات “الفلفل الأسود” الواسع الاستعمال يوميا في طهي الجزائريين، وشدّد بولنوار أنّه راسل وزارة التجارة لفتح تحقيق في هذا المجال. وفيما يخص ما راج بشأن ترويج دجاج “مخنوق” وليس “مذبوح”، وكذا تسويق الدجاج الفاسد، فنّد “مراد ضيف” رئيس اللجنة الوطنية للحوم البيضاء للوسط، هذا الخبر رأسا وقال أنّه ليست هناك أي أسباب تدفع بمربيي الدواجن لكي لا يحترمون شروط الذبح، مشيرا أنّ هناك ثلاثة مسالخ عمومية معتمدة و30 مسلخا خاص وجميعها مراقبة. وفيما يخص تسويق الدجاج الفاسد، أكد ضيف أنّ قطاع تربية الدواجن غير مراقب تماما فهناك 50 ألف مربي بينهم 80 بالمائة من المربين غير معتمدين من طرف الدولة، مضيفا أنّ هؤلاء يسهمون في الانتاج الوطني كما أنهم يعملون بطرق بدائية، ما يعني أنّ 80 بالمائة من الانتاج الوطني غير مراقب. وأضاف المتحدث أنّ الدجاج يضر بصحة المستهلك في حالة تم تسويقه قبل انقضاء مدة أسبوع من تناوله الفيتامينات، معترفا أنّ هناك مربين يقومون بتسويق قبل هذه المدة وهذا ما يسبب أمراض خطيرة عند المستهلك. وفيما يخص أسعار اللحوم البيضاء سيما الدجاج، أكد ضيف أنّ السعر سيعرف ارتفاعا سيصل بحلول رمضان المقبل إلى 400 دينار للكيلوغرام الواحد، وذاك راجع بحسبه إلى عزوف المربين، علما أنّ القطاع يشغل 100 ألف عامل وهذا راجع لعدم تدخل الدولة في تنظيم وتطوير هذا القطاع مشيرا إلى أنّ ستين بالمائة من المواد الأولية مستوردة من الخارج. وبرّر ضيف انخفاض أسعار الدجاج خلال الشهر الجاري إلى لجوء الدولة للاستيراد غير العقلاني للمواد الأولية كالكتاكيت، وكذا مواد تغذية الدواجن، لكنه استغرب مفارقة السعر المرجعي (160 إلى 170 دينار) المرتفع قياسا بما هو متداول عند المربين (120 إلى 130 دينار) وهذا ما يسبّب خسارة للمربين. من جهة أخرى، أكّد بولنوار أنّ المعارض التي ترخص البلديات بتنظيمها، تروّج أيضا لتسويق المنتجات الفاسدة وهذا في غياب المراقبة، مطالبا السلطات بإعادة النظر في قانون تنظيم المعارض ومنح صلاحية التراخيص للولاة بدلا من “الأميار”.